الحصان العربي من سلالات الخيول الخفيفة في العالم وهي تابعة لمنطقة الشرق الأوسط، حيت تتميز برأسها المميز وذيلها المرتفع وتعتبر بذلك واحدة من أكثر الأنواع السهل التعرف عليها عبر العالم، وهي واحدة من أقدم سلالات الخيول، فالأدلة الأثرية ترجع أصول الخيول العربية إلى 4.500 سنة، فعلى مر العصور، بدأت الخيول العربية من الشرق الأوسط وانتشرت في باقي بلدان العالم، إما عن طريق التجارة أو الحروب، كما تستخدم للتناسل مع السلالات الأخرى لتحسين قدرات تلك السلالات على الصبر والدقة والسرعة، وتمتلك عظاما قوية ودما عربيا أصيلا، لذلك تعتبر الخيول العربية الأكثر حضورا حاليا في سباقات ركوب الخيل.
الخيول العربية نشأت في الصحراء على يد البدو العرب الرحل، وغالبا ما كانت تعيش معهم في الخيام لتوفير المأوى والحماية، هذا الارتباط الوثيق بينها وبين البشر جعلها أكثر تعلما وطاعة لهم، حيت كان يستخدمهم العرب في الحروب، وهذا ما يدفع مربي الخيول حاليا للالتزام مع الخيول العربية بنفس الطريقة التقليدية المعتدمة بالكفاءة والاحترام.
انضباط هذه الخيول جعلها تعتبر من أقوى السلالات في مسابقات الفروسية والعديد من المجالات الأخرى، وهي واحدة من أكبر عشر سلالات الخيول الأكثر شعبية في العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية, كندا, بريطانيا, أستراليا, أوروبا, أمريكا الجنوبية (خصوصا البرازيل)، وأرضها الأصلية الشرق الأوسط.
*هناك اهتمام عالمي بالخيول العربية وبأنسابها للتأكد من أصالتها. وقد كتب أوروبيون عنها خصوصا خلال القرن التاسع عشر ومنهم المستكشف الإيطالي كارلو جوارماني. فقد كتب كتابا عنوانه الخمسة طلب منه على إثرها ملكا فرنسا وإيطاليا منه انتقاء وشراء أفضل الخيول العربية واكثرها اصالة. ويتحدث غوارماني في كتابه عن الأصول الخمسة للحصان العربي وهي: كحيلان، عبيان، صقلاوي، حمداني، وهدبان.
*التربية عبر التاريخ
في العالم القديم
خيول الحرب كانت موضوعات رسم شائعة في مصر القديمة وبلاد الرافدين, وكانت تمتاز بالوجوه المقعرة والذيول المرفوعة. وتظهر في الرسومات عادة تجر المركبات الحربية أو تستخدم في الصيد. الخيول ذات السمات الشرقية ظهرت في الأعمال الفنية شمالا كما في حضارة الإغريق والإمبراطورية الرومانية. رغم ذلك لم يظهر اسم الحصان العربي في الشرق الأدنى القديم إلا مؤخرا. (أول ظهور لمسمى الحصان العربي كان في بلاد فارس حوالي 500 عام قبل الميلاد. هذه الأحصنة شبه العربية تشارك الحصان العربي المعاصر في العديد من السمات منها: السرعة, الاحتمال والجلد, والدماثة. مثال ذلك, تم الكشف عن هيكل حصان في سيناء - يعود إلى 1700 عام قبل الميلاد- يعتقد بأنه أقدم دليل على وجود الحصان في مصر القديمة. ربما يكون قد دخل مع الغزاة الهكسوس. لهذا الهيكل رأس دقيق, ومأخذ كبير للعين, وأنف صغير، وهي ذات صفات الحصان العربي.
في التاريخ الإسلامي
بعد الهجرة عام 622م انتشر الحصان العربي في العالم المعروف آنذاك, وأصبحت سلالة معروفة ومنفصلة. وقد لعبت دورا متميزا في تاريخ الشرق الأوسط وتاريخ الإسلام. بحلول عام 630م انتشر الإسلام في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. عام 711م وصل الفتح الإسلامي أسبانيا, وسيطر المسلمون على أغلب شبه جزيرة أيبيريا عام 720م. كانت خيول الفاتحين أنواع متنوعة من الأجناس الشرقية, منها الحصان البربري والحصان العربي.
انتشر منه الحصان العربي عن طريق آخر هو الدولة العثمانية التي ظهرت عام 1299م. بالرغم من عدم سيطرتها على كامل شبه الجزيرة العربية, إلا أنها امتلكت العديد من الأحصنة العربية من خلال التجارة, والدبلوماسية والحروب. كما شجع العثمانيون مزارع الاستيلاد الخاصة من أجل ضمان امدادات الخيول. الولاة العثمانيون، مثل محمد علي باشا قاموا بتجميع خيول عربية نقية أصيلة. تشير السجلات القديمة إلى مزرعة الناصري, التي أنشأها سلطان مصر المملوكي الناصر محمد بن قلاوون (1290-1342) والذي قام باستجلاب واستيلاد العديد من الخيول العربية في مصر. تشير سجلات إلى عمليات الشراء, كما تصف العديد من هذه الخيول وسماتها. أودعت السجلات في مكتبته والتي أصبحت موضعا للدراسات لاحقا. من خلال العثمانيين, خضعت الخيول العربية للبيع والتجارة, وأحيانا كانت هدايا دبلوماسية للأوربيين ولاحقا للأمريكيين.
في مصر
ظلت مصر تاريخيا لفترات طويلة تستجلب الخيول العربية من صحراء فلسطين والجزيرة العربية عوضا عن كونها مصدرا للخيول النقية الأصيلة. في القرن الثالث عشر قام السلطان الناصر محمد بن قلاوون والسلطان الظاهر برقوق باستيراد العديد من الخيول من الجزيرة العربية. أما محمد علي باشا, فقد أنشأ مزرعة استيلاد في بداية القرن التاسع عشر عن طريق استيراد عدد قليل من أنقى السلالات العربية من شبه الجزيرة العربية وذلك بعد عام 1811. استمر من بعده ابنه إبراهيم باشا ثم حفيده عباس حلمي الأول في الاستيراد والاهتمام بسلالات الخيول العربية الأصيلة. لم يكن إلهامي باشا بن عباس حلمي بنفس الاهتمام بالخيول العربية وقام ببيعها, وقام علي باشا شريف بشراء معظمها والاهتمام بها, وبلغ عددها عند وفاته 400 وقد بيعت بمزاد علني. كان معظم مربى الخيول المصريين من العائلة المالكة مثل الخديوي عباس حلمي الثاني، الأمير احمد كمال، الأمير محمد على توفيق، الأمير كمال الدين حسين وغيرهم.
محطة الزهراء للخيول العربية
الوصول إلى أوروبا
يرجح أن أول وصول للحصان العربي إلى أوروبا كان بطريق غير مباشر من خلال أسبانيا وفرنسا. طريق آخر لوصول الحصان العربي إلى أوروبا من خلال المحاربين العائدين من الحملات الصليبية التي بدأت 1095, خلال هذه الحملات وصلت الجيوش الأوروبية إلى صحراء فلسطين وعاد الكثير من الفرسان بالخيول العربية التي حصلوا عليها من غنائم الحرب. بنهاية عصر الفرسان وخيول الحرب الثقيلة المدرعة, استخدم الحصان العربي وأنساله لتكوين سلاح فرسان خيوله أسرع, وأكثر رشاقة, وذات دروع خفيفة، واستمر هكذا الحال حتى القرن العشرين.
مصدر مهم آخر لوصول الحصان العربي إلى أوروبا حدث عندما أرسلت الدولة العثمانية 300000 فارس إلى المجر عام 1522. العديد من الفرسان الأتراك كانوا يمتطون خيولا عربية أصيلة. عام 1529م وصل العثمانيون إلى فيينا, وهناك استطاعت الجيوش البولندية والمجرية إيقافهم وأسرت هذه الجيوش الخيول من الفرسان المهزومين. بعض هذه الخيول قدمت إلى المزارع الأساسية في شرق أوروبا كمصدر للخيول العربية الأصيلة.
الخيول العربية نشأت في الصحراء على يد البدو العرب الرحل، وغالبا ما كانت تعيش معهم في الخيام لتوفير المأوى والحماية، هذا الارتباط الوثيق بينها وبين البشر جعلها أكثر تعلما وطاعة لهم، حيت كان يستخدمهم العرب في الحروب، وهذا ما يدفع مربي الخيول حاليا للالتزام مع الخيول العربية بنفس الطريقة التقليدية المعتدمة بالكفاءة والاحترام.
انضباط هذه الخيول جعلها تعتبر من أقوى السلالات في مسابقات الفروسية والعديد من المجالات الأخرى، وهي واحدة من أكبر عشر سلالات الخيول الأكثر شعبية في العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية, كندا, بريطانيا, أستراليا, أوروبا, أمريكا الجنوبية (خصوصا البرازيل)، وأرضها الأصلية الشرق الأوسط.
*هناك اهتمام عالمي بالخيول العربية وبأنسابها للتأكد من أصالتها. وقد كتب أوروبيون عنها خصوصا خلال القرن التاسع عشر ومنهم المستكشف الإيطالي كارلو جوارماني. فقد كتب كتابا عنوانه الخمسة طلب منه على إثرها ملكا فرنسا وإيطاليا منه انتقاء وشراء أفضل الخيول العربية واكثرها اصالة. ويتحدث غوارماني في كتابه عن الأصول الخمسة للحصان العربي وهي: كحيلان، عبيان، صقلاوي، حمداني، وهدبان.
*التربية عبر التاريخ
في العالم القديم
خيول الحرب كانت موضوعات رسم شائعة في مصر القديمة وبلاد الرافدين, وكانت تمتاز بالوجوه المقعرة والذيول المرفوعة. وتظهر في الرسومات عادة تجر المركبات الحربية أو تستخدم في الصيد. الخيول ذات السمات الشرقية ظهرت في الأعمال الفنية شمالا كما في حضارة الإغريق والإمبراطورية الرومانية. رغم ذلك لم يظهر اسم الحصان العربي في الشرق الأدنى القديم إلا مؤخرا. (أول ظهور لمسمى الحصان العربي كان في بلاد فارس حوالي 500 عام قبل الميلاد. هذه الأحصنة شبه العربية تشارك الحصان العربي المعاصر في العديد من السمات منها: السرعة, الاحتمال والجلد, والدماثة. مثال ذلك, تم الكشف عن هيكل حصان في سيناء - يعود إلى 1700 عام قبل الميلاد- يعتقد بأنه أقدم دليل على وجود الحصان في مصر القديمة. ربما يكون قد دخل مع الغزاة الهكسوس. لهذا الهيكل رأس دقيق, ومأخذ كبير للعين, وأنف صغير، وهي ذات صفات الحصان العربي.
في التاريخ الإسلامي
بعد الهجرة عام 622م انتشر الحصان العربي في العالم المعروف آنذاك, وأصبحت سلالة معروفة ومنفصلة. وقد لعبت دورا متميزا في تاريخ الشرق الأوسط وتاريخ الإسلام. بحلول عام 630م انتشر الإسلام في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. عام 711م وصل الفتح الإسلامي أسبانيا, وسيطر المسلمون على أغلب شبه جزيرة أيبيريا عام 720م. كانت خيول الفاتحين أنواع متنوعة من الأجناس الشرقية, منها الحصان البربري والحصان العربي.
انتشر منه الحصان العربي عن طريق آخر هو الدولة العثمانية التي ظهرت عام 1299م. بالرغم من عدم سيطرتها على كامل شبه الجزيرة العربية, إلا أنها امتلكت العديد من الأحصنة العربية من خلال التجارة, والدبلوماسية والحروب. كما شجع العثمانيون مزارع الاستيلاد الخاصة من أجل ضمان امدادات الخيول. الولاة العثمانيون، مثل محمد علي باشا قاموا بتجميع خيول عربية نقية أصيلة. تشير السجلات القديمة إلى مزرعة الناصري, التي أنشأها سلطان مصر المملوكي الناصر محمد بن قلاوون (1290-1342) والذي قام باستجلاب واستيلاد العديد من الخيول العربية في مصر. تشير سجلات إلى عمليات الشراء, كما تصف العديد من هذه الخيول وسماتها. أودعت السجلات في مكتبته والتي أصبحت موضعا للدراسات لاحقا. من خلال العثمانيين, خضعت الخيول العربية للبيع والتجارة, وأحيانا كانت هدايا دبلوماسية للأوربيين ولاحقا للأمريكيين.
في مصر
ظلت مصر تاريخيا لفترات طويلة تستجلب الخيول العربية من صحراء فلسطين والجزيرة العربية عوضا عن كونها مصدرا للخيول النقية الأصيلة. في القرن الثالث عشر قام السلطان الناصر محمد بن قلاوون والسلطان الظاهر برقوق باستيراد العديد من الخيول من الجزيرة العربية. أما محمد علي باشا, فقد أنشأ مزرعة استيلاد في بداية القرن التاسع عشر عن طريق استيراد عدد قليل من أنقى السلالات العربية من شبه الجزيرة العربية وذلك بعد عام 1811. استمر من بعده ابنه إبراهيم باشا ثم حفيده عباس حلمي الأول في الاستيراد والاهتمام بسلالات الخيول العربية الأصيلة. لم يكن إلهامي باشا بن عباس حلمي بنفس الاهتمام بالخيول العربية وقام ببيعها, وقام علي باشا شريف بشراء معظمها والاهتمام بها, وبلغ عددها عند وفاته 400 وقد بيعت بمزاد علني. كان معظم مربى الخيول المصريين من العائلة المالكة مثل الخديوي عباس حلمي الثاني، الأمير احمد كمال، الأمير محمد على توفيق، الأمير كمال الدين حسين وغيرهم.
محطة الزهراء للخيول العربية
الوصول إلى أوروبا
يرجح أن أول وصول للحصان العربي إلى أوروبا كان بطريق غير مباشر من خلال أسبانيا وفرنسا. طريق آخر لوصول الحصان العربي إلى أوروبا من خلال المحاربين العائدين من الحملات الصليبية التي بدأت 1095, خلال هذه الحملات وصلت الجيوش الأوروبية إلى صحراء فلسطين وعاد الكثير من الفرسان بالخيول العربية التي حصلوا عليها من غنائم الحرب. بنهاية عصر الفرسان وخيول الحرب الثقيلة المدرعة, استخدم الحصان العربي وأنساله لتكوين سلاح فرسان خيوله أسرع, وأكثر رشاقة, وذات دروع خفيفة، واستمر هكذا الحال حتى القرن العشرين.
مصدر مهم آخر لوصول الحصان العربي إلى أوروبا حدث عندما أرسلت الدولة العثمانية 300000 فارس إلى المجر عام 1522. العديد من الفرسان الأتراك كانوا يمتطون خيولا عربية أصيلة. عام 1529م وصل العثمانيون إلى فيينا, وهناك استطاعت الجيوش البولندية والمجرية إيقافهم وأسرت هذه الجيوش الخيول من الفرسان المهزومين. بعض هذه الخيول قدمت إلى المزارع الأساسية في شرق أوروبا كمصدر للخيول العربية الأصيلة.